“أسوان ـ الأقصر” طريق الموت يواصل حصد أرواح المواطنين

الطريق الصحراوي الغربي أسوان ـ الأقصر، أو “طريق الموت” كما أطلق عليه أهالي محافظة أسوان، أصبح كالشوكة في عنق الأهالي، بعد أن عاد ليحصد أرواح ذويهم مرة أخرى، وسط تجاهل المسئولين.

شهد الطريق عدداً من أبشع حوادث الطرق، التي حصدت مئات  من الأرواح في أقل من سنة، والتي أكدت حينها هيئة الطرق والكباري أن الطريق ليس له علاقة بالحوادث، إنما هي مجرد أخطاء فردية وقضاء وقدر.

إلا أنه وفي الآونة الأخيرة، وبالتحديد منذ عدة أيام، استيفظ أهالي المحافظة على نبأ مصرع ثروت مرغني، أحد أبناء أسوان، ونائب مدير أحد البنوك بقنا، والذي توفي ونجله في حادث أليم على نفس الطريق، وأصيبت زوجته وابنته، ما دفع الأهالي في التحرك على الجانب الشعبي بعد أن طرقوا كافة الأبواب آخرها زيارة رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب.

يقول عبد الناصر صابر، نقيب مرشدي أسوان السابق، إن أسوان تعانى إهمالاً متعمدًا، خاصة بمنظومة الطرق، والتي حصدت مئات الأرواح من أبناء أسوان بسبب الطريق الذي يمتص دماء أبناء أسوان  الواحد تلو الآخر .

ووجه عبد الناصر صابر نداءً إلى رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، للاهتمام بمنظومة الطرق بإقليم جنوب الصعيد ، وأوضح قائلاً” أننا لن نرضى إلا بطريق يربط أسوان بالقاهرة مثل طريق مصر-  إسكندرية الصحراوى، لأننا لسنا أقل من سكان الشمال”.

وأشار إلى أن كل أهالي أسوان يحملون الحكومة الحالية دماء الضحايا على طرق الصعيد، و أن زيارة رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب لأسوان منذ أسبوعين لم تحمل إلا “ثوب الجوع والعطش”.

وعلى الجانب الآخر دشن عدداً من النشطاء حملة موسعة على موقع التواصل الإجتماعي “الفيس بوك”، لتكوين سجلاً بأبشع الحوادث على “طريق الموت” أملاً في انتشارها بشكل موسع يدفع أحدهم للتحرك سريعاً.

ويعرض القائمون على الصفحة سجلاً مصوراً للحوداث الدامية التي حصدت أرواح مئات الضحايا خلال السنوات الماضية، مطالبين بضرورة ازدواج الطريق الصحراوي الغربي أو إعادة رصفه علي الأقل، وتوفير الخدمات اللازمة للحد من نزيف الأسفلت الذي يسيل بشكل شبه يومي علي هذا الطريق.

وتعد واقعة وفاة 27 مصرياً وإصابة 18 آخرون من أبشع حوادث “طريق الموت”، ويشير محمود إسحق ـ سائق، أنه منذ خمسة أعوام وهناك أجزاء كبيرة من الطريق، لم ترصف أو تمهد كما أنه لاتوجد لوحات إرشادية أو أعمدة إنارة .

وأكد أحمد دندراوي سائق بخط ادفو، أن السائقين يخرجون يومياً وهم على علم أن نسبة وقوعهم قتلى نتيجة حوادث هذا الطريق مرتفعة ، بعد أن تسبب سوء حال الرصيف في حصد أرواح زملاؤهم وذويهم.

وأضاف لـ”مصر العربية ” أنهم طالبوا محافظ أسوان مراراً بالإهتمام بهذا الطريق، نظراً لمرور كافة وسائل النقل عليه، من الملاكي للأجرة للنقل الثقيل .

بدوره أكد محمد عبدالله مدير عام الطرق بأسوان أن “طريق إدفو الغربي ” به منطقة واحدة وهي بين الكيلو 55 إلي 120 تحتاج إلى رصف وتقويم .

وأضاف في تصريحات خاصة أنه بالفعل تم حضور رئيس الهيئة ليبدأ العمل، وذلك منذ شهر سبتمبر الماضي إلا أنه يتم انتظار عمليات الطرح .

أما محافظ أسوان، اللواء مصطفى يسري، أكد لـ”مصر العربية” أن الطريق الصحراوي الغربي في حاجة ماسة لرفع كفائته وإعادة تمهيده، وأنه سيتم المطالبة بأن يكون مزدوجاً منعاً للحوادث .

وأضاف أنه من المحتمل أن تتولى القوات المسلحة إعادة تأهيل هذا الطريق، إلا أن هناك مشروعات أخرى تقوم القوات بتنفيذها الآن، وفور انتهاؤها سيبدأ العمل في الطريق الصحراوي الغربي.

 

 

المصدر : مصر العربيه