كتبت : إيمان عوف
قال محمد عزمي، القيادي في النادي النوبي: إن ترشح سهام عثمان بمثابة محاولة لكسر التابوهات التي ترسخت في عقول النوبيين على مدار الفترة الماضية، لافتا إلى أن هناك الكثير من المتناقضات التي يعانيها النوبيون ومن بينها أن 90% منهم يورثون النساء بنسب متساوية مع الرجال عن طريق التوافق، في ذات الوقت الذي تحرم فيه النساء من تولي المناصب القيادية في الاتحادات والكيانات المعبرة عن النوبيين، بحجة أن من يتولى تلك المهام يواجه الدولة، وبالتالي لا يجوز أن يكون ذلك الشخص امرأة.
جاء ذلك تعليقًا على إعلان الناشطة النوبية سهام عثمان عن ترشحها لرئاسة النادي النوبي كأول امرأة تتخذ ذلك المسار.
وأضاف عزمي أن الأمر صعب للغاية لكنها مبادرة تستحق الدعم والمساندة، لاسيما أن النساء النوبيات يعانين من انتشار القيم الذكورية.
ومن جانبها، قالت سهام عثمان أول امرأة تترشح لرئاسة اتحاد النادي النوبي: إن إعلان الاتحاد بحرمان النساء من الترشح على مقعد الرئيس والنائبين، كان بمثابة الصدمة لنا، واستقبلته أنا وأخريات بالاتحاد بغضب شديد، وقررنا الذهاب لتسجيل اعتراضنا، وبالفعل تمت الاستجابة بعد 5 أيام وتم رفض التوصية باجتماع الجمعية العمومية”.
وأضافت “كنت أول امرأة تقدمت بأوراقي للترشح بمنصب رئيس الاتحاد النوبي، حيث إني متطوعة في الاتحاد منذ 2011 وعملت في كافة الأنشطة، ولدى رؤية أتمنى تنفيذها من خلال منصب الرئيس، فجاءت لي قوة الترشح في ظل المجتمع الذكوري، من خلال عملي وثقتي بنفسي ومهاراتي كما أنني محاطة بصديقات داعمات”.
وتابعت: “بالفعل قامت الأستاذة ثريا عبدون بتقديم أوراق الترشح أول أمس، لتكون ثاني امرأة، التى قدمت أوراقها، كما أن هناك الأستاذة حفصة محمود بالترشح لمنصب النائب الثانى”.
وأوضحت: “من أكثر الصراعات التى نواجهها في الانتخابات التى تقام في الـ15 من مايو الحالي، هي الضغط على الشباب بفكرة العادات والتقاليد، وكيف تكون رئيستنا سيدة وأيضا تأثير الاتجاهات السياسية”.
كما نوهت أول امرأة تترشح للرئاسة الاتحاد النوبي العام بأنها في حين فوزها ستكون من أهم الرؤى، التى تنفذها هي الرؤية التى أنشئ من أجلها الاتحاد النوبي العام منذ نشأته وهي حق العودة للأراضي النوبية وتجديد آليات المطالبة والخطاب، وأيضا خلق كوادر شبابية من النوبيات والنوبيين داخل أسوان والحفاظ على التراث من الاندثار وخاصة اللغة النوبية.
وبالنسبة لأكثر التحديات التى تواجه المرأة النوبية، بصفة عامة، قالت سهام عثمان: “الأفكار الذكورية التي بدأت تتغلغل بداخل المجتمع النوبي بكل ما تحمله من معني سواء بتهميشها أو إغفال مجهودها والوصول لحرمانها من ممارسة حقوقها المشروعة، كالمشاركة في العمل المجتمعي عموما، وكان أكبر مثال توصية عدم ترشحها للرئاسة الاتحاد النوبي، وبعيدا عن هذه المشكلة الأخيرة ، هناك عدة مشاكل أخرى ومنها مثلا النساء اللاتي يعملن بحرف المشغولات اليدوية والتراثية لا يجدن الدعم الكافي لتطوير منتجتهن أو تسويقها مع ركود السياحة في أسوان”.
وتأمل سهام عثمان، أن تكون هناك كوادر من النوبيات والنوبيين متميزة لها بصمة في المجتمع عامة، وأن يكون الاتحاد النوبي شريكا مع مؤسسات الدولة لتنفيذ المادة 236 من الدستور ووضع آليات للعودة خلال السنوات المقبلة.
المصدر : المال