حمزة علاء الدين «نوبي» عرفه العالم وجهلته بلاده

كتبت : ميرنا أبو نادي

«في توشكى بالقرب من وادي حلفا» كان مولد ذلك النوبي الأًصيل حمزة علاء الدين، ومن بيوت الطين والقلوب الطيبة انتزع صوته وألحانه على العود، لينقل تراثه النوبي إلى المحافل الدولية والعالمية، غير أن صدى ألحانه لم يدر به إلا القلة في وطنه -مصر-، غير أن العالم أجمل يتذكر ذلك الصوت الذي ولد عام 1929 وتوفي في 2006، كلما حل على مصر «اليوم العالمي للنوبة».

وتبدو حياة حمزة كأنها رحلة من الانتقالات المتكررة، فقد كان انتقاله الأولى من توشكى إلى أسوان للمشاركة في بناء السد العالي، ومنها إلى القاهرة لدراسة هندسة الكهرباء بجامعة الملك فؤاد (القاهرة حاليا)، ليلتحق بالعمل في سكك حديد مصر، ولكنه بعد فترة من اشتغاله بالهندسة اتجه بعيدًا عنها نافرًا منها، واتجه إلى دراسة الموشحات في معهد إبراهيم شفيق للموسيقى ثم التحق بمعهد الملك فؤاد للموسيقى الشرقية (معهد الموسيقى العربية الآن) لدراسة آلة العود والموسيقى العربية.

وأكمل حمزه الدين دراسته في أكاديمية سانت سيسيليا بروما، ليحصل بعدها على منحة لدراسة الموسيقى الغربية في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم عاد حمزة إلى بلدته وأخذ يعزف لأهله على آلة العود التي لم تكن مشهورة هناك، لينتقل من قرية إلى قرية على ظهر حماره يجمع الأغاني النوبية القديمة ويعزف على العود بعض الموسيقى العربية، لقد اعتبر حمزة الدين أبو الموسيقى النوبية بعد أن أنقذها من الإندثار والنسيان.

وبدء حمزة بإصدار أول ألبوماته بعد أن وقع عقد مع شركة تسجيلات فانجارد الأمريكية (Vanguard Records)، وكان أول ألبوماته هو موسيقى النوبة (Music of Nubia) عام 1964، وفى نفس العام قدم أول حفلة موسيقية له على مسرح بالولايات المتحدة الأمريكية، وفى العام 1968 سجل حمزة ألبومه إسكاليه أو الساقية بالنوبية والذي اكتسب شهرة وصيت ذائع في الغرب، كما وضع الموسيقى التصويرية لفيلم الحصان الأسود للمخرج فرانسيس فورد كوبولا.

وتولى حمزة العديد من مناصب التدريس كمؤلف موسيقى وأستاذ للموسيقى العرقية في الفترة من 1980 إلى 1990 في العديد من الجامعات الأمريكية ومنها جامعة أوهايو وجامعة واشنطون وجامعة تكساس، وفى الثمانينيات أقام حمزة لفترة في اليابان حيث كان قد حصل على منحة دراسية لدراسة أوجه الشبه بين آلة العود الشرقية وآلة بيوا اليابانية وهى آلة تشبه العود.

وشارك حمزة في العديد من المهرجانات الدولية، وقد أصدر ألبومه الأخير عام 1999 م بعنوان أمنية (Wish)، وكانت زيارته الأخيرة لمصر في العام 2000 بندوه أقيمت بدار الأوبرا المصرية.

وتوفي حمزة على سرير مرضه، عقب مضاعفات حدثت له بعد إجراءة لعملية المرارة، وقد تناولت خبر وفاته جميع صحف العالم في اهتمام بالغ به، إلا أن وطنه لم يكن له نفس مقدار الاهتمام.

المصدر : بوابه فيتو