حكاية “الجرجار” النوبى بين استيراد الأقمشة من الخليج والتفصيل بالبيوت

لم يتغير لونه الأسود منذ أن عرفت نساء النوبة ارتدائه، ولكن لم تثبت النقوش المتواجدة عليه على حال واحد، “الجرجار النوبى”، أو ما يسمى بالزى التراثى للمرأة النوبية، فبمجرد أن تبلغ الفتاة النوبية سن الخامسة عشر يعتبر ارتداء الجرجار أصبح أمر حتمى لها عند الخروج فى الأوقات المختلفة، ترتديه الفتيات والنساء فوق العباءات الملونة، تتدبر الفتيات فى شوارع النوبة فتجد الجرجار يختلف من شكل لأخر من حيث التطريز، ولكنه يحتفظ باللون الأسود والطول الزائد عن قدمى النساء.

فداخل أحد المحال لبيع الجرجار فى سوق أبو سمبل السياحى وقف” عثمان احمد”، صاحب الخبرة التى تخطت الـ30 عاما أمام محله يروج لبضاعته من الزى النوبى”، ” بنستورد قماش الجرجار من الكويت ودول الخليج، وتطريزه كل سنة ليه موضة وشكل”، كلمات عبر بها عثمان عن مصدر الأقمشة التى يصنع منها الجرجار، والتى لا تتواجد بداخل مصر، تتدبر تفاصيله فتجد ذو التطيزات البسيطة المتوزعة بشكل متفرق على أطرافه، والجرجار الآخر الذى تمتلأ تفاصيله بالتطريزات على شكل ورود ونجوم.

“تفاصيل الجرجار بتكون من تراث النوبة، شكل البيوت والنجوم والورد اكتر الأشكال اللى البنات هنا بتختارها”، كلمات قالها عثمان عن التطريزات التى تتواجد على الجرجار النوبى، وعن سعره يقول ” بيوصل سعر الجاهز دلوقتى ل350 جنيه، والتفصيل أقل شوية”.

أما فتيات النوبة فيعتبرن الجرجار زى رسمى يعتززن به ويرتدينه فى المناسبات الخاصة كالأفراح وعند السفر لمحافظة أخرى، “زمان كنا بنفصله فى البيوت لكن دلوقتى بقى الجاهز هو المسيطر”، كلمات خرجت من الحاجة “هدى” عن الجرجار النوبى، والذى قضى رحلة طويلة بين الجاهز والتفصيل فى البيوت، أما جميلة سليمان ترى أنها كفتاة نوبية لا يمكنها الاستغناء عن الجرجار فى دولابها، مهما تطورت الأزياء، فلابد وأن تمتلك كل فتاة أكثر من شكل للجرجار.

” السنة اللى فاتت كانت النجوم موضة، والسنادى الوردتين هم الموجودين”، هكذا تحدثت الفتاة النوبية عبير عامر عن موضة الجرجار العام الماضى وهذا العام، موضحة أن الفتيات يتسابقن فيما بينهن حول من ترتدى الجرجار الأحدث موضة، فبين المثلثات والنجوم وأشكال البيوت البسيطة تتزين الجرجارات النوبية، والتى تقابلك أينما تجولك فى شوارع النوبة الجميلة.