كتب : جرجس بشرى
في الحقيقة كلما أكتب عن النوبة، يتبادر إلى ذهني الوطنية في أعظم صورها والتضحية في أوضح معانيها، كما اتذكر جزءا هاما وأصيلا من مكونات الحضارة المصرية العظيمة الضاربة في أعماق التاريخ، ومهما كتبنا سنظل مديونين جميعا لأهل النوبة الشرفاء الذين ضربوا أروع الأمثلة على التفاني في حب مصر وشعبها، خاصة في أحلك الظروف والمحن التي كانت تستهدف مصر ووحدتها.
وسيذكر التاريخ بأحرف من نور وطنية النوبيين ودمائهم التي امتزجت مع دماء المصريين في كل الحروب التي خاضتها مصر وابرز دليل على ما أقول هو الدور البطولي الذي لعبه الحاج أحمد ادريس في حرب اكتوبر ضد اسرائيل ، وكيف استخدمت الشفرة النوبية لتكتب لمصر جزؤا كبيرا من الانتصار في هذه الحرب ، فالنوبة انجبت عظماء وفنانين مثل الفنان والمطرب محمد منير وغيرهم ممن رفعوا اسم مصر عاليا في الساحات الدولية في مجال الفن ..
كما سيذكر التاريخ كيف جاهد النوبيين سلميا لكي يكتب اسم النوبة في دستور مصر لأول مرة في التاريخ وهو ما يعد تكليلا لمجهودات وكفاح ونضال سنوات ضد الظلم والطغيان والفساد ، ولقد كان للمناضل والاديب المصري النوبي “حجاج أدول” وغيره دورا بارزا لا ينسى في كتابة اسم “النوبة في الدستور .. لقد حان الوقت وهو الآن أن تسعى الدولة جاهدة لاقرار الحقوق المشروعة للمصريين النوبيين .
ومن اهم هذه الحقوق حق العودة الى القرى التي هجروا منها قسريا .. حقهم في التنمية المستدامة والمشاركة في صناعة القرار في الدولة ، وتعريف الشعب المصري عبر برامج وكتيبات وندوات ثقافية بدور اهل النوبة في الحفاظ على مصر ووحدتها وامنها القومي ، فالحكومة ما زالت للآن تتعامل بغباء سياسي مع هذا الفصيل الوطني الذي يمكن ان يلعب دورا جوهريا في حل مغضلات ومشكلات مصيرية تواجة الدولة المصرية وابرزها سد النهضة الاثيوبي ودعم التعاون المصري مع كثير من البلدان الافريقية . فهذا الفصيل الوطني والمكون الهام من مكونات الشعب المصري يصعب تلخيص دوره وبطولاته وخدماته لمصر في مقال ..